• عن اتجاه
  • معايير النشر
  • اتصل بنا
اتجاه
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد
No Result
View All Result
اتجاه
No Result
View All Result

مهرجان فلسطين الدولي 16 يبشر بالغد ويتجاوز السائد

أحمد قطامش أحمد قطامش
10/01/2015
في ثقافة وفن

مقدمة

(على الثقافة أن تصبح ممارسة فلسفية) غرامش، فهل كان “مهرجان فلسطين الدولي” ترجمة لذلك؟ و(الثقافة الفلسطينية تنزع إلى الانطفاء حين تقيم فصلاً بين أسئلة الثقافة والقضايا الوطنية الفعلية) د.دراج. فإلى أي حد عكس المهرجان الهم الوطني العام؟ وتسلّح “باليوتوبيا-الحلم، التي تحاول العولمة قتله” سعد الله ونوس؟.

سوف أتفادى التخويض في التفاصيل وحيثيات المهرجان، سيما عرض فرقة الفنون الشعبية (طلّت) الذي تعرضت له سابقا، وأحصر حديثي في الزاوية الثقافية للمهرجان ودلالاتها.

في المجمل، الثقافة عضوية انسانية، وركن ركين في التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية، وهي واسعة بسعة الحياة ومرآة لكافة تمظهرات الواقع.

ولا غضاضه في استعارة كلمات المفكر موران بأنها مفهوم غامض وتعددي” إلى درجة أن يحصي الفيلسوف الفرنسي كلوكهون 160 تعريفاً للثقافة. وهي تشمل كل ما يتصل بالبنية الفوقية من منظومات فكرية وفلسفية وقانونية واعلام وأدب وفنون وفلكلور وأكاديميا وعادات وقيم… الخ بما يتجاوز النظرة النخبوية التي حاول الاسكندر المقدوني ارساءها في مرحلة صعود الامبراطورية الاغريقية عندما اعترض على استاذه بلوطرخ الذي نشر كتابا بالفلسفة…

وثمة منتج للثقافة، وشارح لها ومرّوج أيضا. وقد كثّف غرامشي الأمر بالحديث عن المثقف العضوي الذي ينتمي للكتلة التاريخية، سواء كانت تقدمية أم رجعية، مثقف نقدي أم سلطوي. وفي الحالة الفلسطينية ذهب الدكتور دراج للقول (لا وجود لثقافة وطنية فاعلة إلا في وجودها حاملا للمشروع السياسي الوطني ومحرضا عليه ومنقحاً له) ولكن على الدوام (أننا نرفض الفصل التعسفي بين السياسي والثقافي، ولكننا حريصون على التمييز بينهما) اللعبي.

وليس من مجازفة الاستنتاج أن حضارة الشعوب تقاس بمستوى ثقافاتها. فحيثما انتفى الابداع وحجب العقل تخشّب المجتمع وافترسه الركود، فيما الشعوب الناهضة تطلق طاقاتها الابداعية وتنتج ثقافاتها الغزيرة. وليس أدل على ذلك المقارنة السريعة بين الأمم المتطورة” “والأمم المتخلفة” التي تهيمن عليها مخلفات القرون الوسطى.

ولقد عرفت البشرية مشروعات فكرية كبرى، العقائد القديمة بمختلف أسمائها، الديانات في تعاقبها، الفكر الرأسمالي والفكر الاشتراكي في الزمن الراهن، وكل منها رسم أحلاما وأهدافا وقام بدور المرشد والمعبئ لخلق التجانس والتلاحم في أوساط البيئة التي انتشر فيها.

وعلى امتداد عقود حملت الثقافة الوطنية الفلسطينية المشروع التحرري وواجهت المخططات المعادية، وكانت خير معبّر عن الذاكرة التاريخية والهوية الوطنية والحقوق والخارطة والكرامة ونادت بالتعددية والحوار بين مختلف المركبات والتلاوين، بل وتفوقت في وحدويتها على القوى السياسية، وفي قوميتها على القوى القطرية وفي أمميتها  وانسانيتها على الطروحات الانعزالية.

واعترفت “بالسياقات الثقافية للأمم” غارودي وبالتلاقح الثقافي على قاعدة المساواة والاحترام المتبادل… رغم ما شابها من عيوب وفقر وانغلاق كلازمه متواشجه مع المستويات التاريخية التي مرّ فيها الشعب الفلسطيني، واسقاطات الاقتلاع والتطهير العرقي عام 48 بعد أن فقد منارته مدنية حيفا، والاحتلال العسكري عام 67 وما نتج عن ممارسته العنصرية…

****

أمر لا يصدق أن تناقش الثقافة على طريقة الحساب البدائي، أي اثبات أن 1+1=2، فالبشرية غادرت مرحلة القبيلة والمغاره والجماعيات الأولى التي لم تنفك آثارها في غابات برازيلية وافريقية وقرى بوشمنية استرالية، واقلعت نحو المدينة المعاصرة وجامعاتها ومعاهدها الفنية ومسارحها وصناعاتها وطبقاتها الجديدة وعالم الثورة التقنية والشبكة العنكبوتية… وكما أن المدينة مركز التطور، فالبلدان الأكثر تطوراً هي مستقبل البلدان الأقل تطوراً. وهذا قانون تاريخي، ولكن ضمن الخصائص القومية. ولا يتوقعن أحد أن تعود طوكيو وموسكو وباريس وبكين كما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، وأن تقطر الصومال وهايتي وصحاري أفغانستان الدول الاسكندنافيه…

وعليه، لقد لفتتني بعض الأصوات المعارضة مبدئيا لمهرجان فلسطين الدولي، كظاهرة ثقافية فنية، واقوى امسياته ما عرضته فرقة الفنون الشعبية. ولا غبار على الحق بالاعتراض والمخالفة ولكن يفيد الفلسطينيين أكثر أن ينظم هؤلاء المعترضون مهرجاناتهم وينتجو فنونهم التي تتجاوز مهرجان فلسطين الدولي وفرقة الفنون، وبذلك تكون المباراة في تعظيم الإنتاج.

لقد غص المسرح المكون من 1500 مقعد بالأهلين الذين جاءوا ليشهدوا، في ليلة الافتتاح، تخريج مدرسة الدبكة لأكثر من 360 طفل وطفلة، عرضوا لوحاتهم دون تهيب، ولياقة، كانوا كأسراب الحمام يتوالون على المسرح بنظامية ومهارة تعكس مثابرة المدربين والمدربات وطول نفسهم، فيما تكسو وجوه الأهالي الفرحة والاعتزاز دون توقف عن التقاط الصور لهم… ولا استطيع هنا ان اقاوم الاشارة لتسلق صبية (طفلة) قطعة قماشية، بمهارة بهلوانية لتعليق علم فلسطين على حامل الاضاءة ارتفاع أمتار والهبوط بطريقة لا تخلو من خطورة وبراعة، وسط تصفيق مدوي للجمهور.

مثلما لفتني سؤال مشاهدة أجنبية (هل المهرجان من تنظيم وزارة أم حركة سياسية؟) وقد تفاجأت عندما علمت الجواب بأن عدد موظفي مركز الفن لا يتعدى أصابع الكف الواحد يسندهم أكثر من مئة متطوع ومتطوعة… دون أن يفوتني أن “البعض” قد انتقد بعض العبارات السريعة التي قيلت في ليلة الافتتاح، وحملت المهرجان صفة سياسية فئوية، بما سمح للمنتقدين القول أن هذا “مهرجان سلطة رام الله”، غير ان كلمة مديرة مركز الفن (ايمان حموري) اعادت الميزان الى نصابه.

ومن الطبيعي ان يحظى بالاحترام رموز وقوى فلسطين الذين حملوا على كاهلهم، بالدم والتضحيات، انبعاث القضية الوطنية، غير ان التركيز على ما يجمعنا اليوم، له الاولوية، في ضوء ما اصاب الساحة من انقسامات وفئويات وخرائب، ناهيكم عن تفشي القوالب الجبرية والانتماءات العشائرية..

ففي مواجهة دينامكية التفكيك والتشظي نرسي دعامات المشتركات، الأمر الذي أدركه مهرجان فلسطين الدولي وعكسه تنوع الرائين الذين كانوا اشبه بقوس قزح، يتوزعون على مختلف الاعمار، رجالا ونساء، شبانا واطفالا، الحداثي والتقليدي، اليساري واليميني، ابناء البرجوازية بشرائحها وانباء الطبقات الشعبية بفئاتها، وقد غلب جيل الشباب المبكر بين 18-25 بما يبشر بجيل جديد يتخطى السائد، وفي ذلك امل وبشرى (أننا نحيا بالرجاء) المسيح.

من هنا كان شعار المهرجان الناظم “لا للتمييز” ونعم للانساني والمساواتي والتحرري نقيضا للعنصرية والطائفية، والتزاما بالحقوق دون انتقاص او انهزامية.

فللمهرجان وظيفة ثقافية تحررية لا لبس فيها، ومستوى ابداعي يتجاوز النمطية والماضويه، ولئن اكتسحه الابداع الفلسطيني فقد حضر الابداع العربي والعالمي، بما جعله يؤدي دوره في خدمة “الخير العام”.

ويغريني التنويه للروح الجمعية، فعشرات وعشرات المتطوعين والمتطوعات انخرطوا في خطة مدروسة، ولولاهم لما تحقق هذا العرس الثقافي. وهذا يعدينا الى الارث الثوري، حينما اختلف ماوتسي تونغ قائد الثورة الصينية مع السوفييت عام 1958 قائلا “الجماعية بديلا للتكنولوجيا” فاحرزت الصين مؤشرات تنموية اسدلت الستارة المجاعة الدورية التي عرفها تاريخ الصين منذ الاف السنين، مجاعة تحصد بضعة ملايين كل عقد من الزمن… فما بالكم اذا كانت الجماعية تطوعية. اليس هذا درساً مفيداً لمن يتلقون المال التطبيعي والتطويعي الذين نشروا بنجاح ثقافة (كل عطسة بحاجة لتمويل خارجي) والتمويل في معظمه مسيّس وغير ثابت. الا يساعدنا ايضا ان نستثمر “الرعايات المحلية” والجهد التطوعي..؟!

ويتعين عليْ ايضا ان اتطرق لفرقة الفنون الشعبية في نفس السياق. فهي قد احيت امسيتين، ناهيكم عن مشاركتها في ليلة الافتتاح، والامسية الثانية كانت استعواضا للفرقة الارمنية التي منعتها سلطات الاحتلال من الحصول على  تصريح الدخول للوطن.

فهذه الفرقة نموذج متقدم، ليس لانها راكمت ما راكمت على امتداد 36 سنة، واصبحت سفيرا لفلسطين في اهم المهرجانات الدولية، ويشاهدها عشرات الالاف في الوطن الشتات، وحيثما حلت تضخ مشاعر الفرح والتفاؤل وتطرد الكآبة والاحباط، وتطلق طاقات وتزرع ثقة بالنفس.. بل لانها ايضا صيغة فنية فلسطينية تفتح بواباتها للجميع دون تمييز ديني او جنسوي او طبقي، او بين مدينة وقرية ومخيم او اسود وابيض… انها مثابة عائلة قائمة على المواطنة والكفاءة. اليس هذا خطا ضروريا لتدعيم صمودنا على ارضنا في مواجهة مخططات اقتلاعنا وتفتيتنا واقصائنا من التاريخ بعد ان اقصينا من معظم الجغرافيا.

اليست “الفنون” علامة فارقة على الطريق الذي ينبغي ان نسير فيه كمجتمع ضفراً لكل المبادرات الناجحة في الجسم الفلسطيني، تخطيا للاخفاقات والتشظي واجترار الاتهامات…؟

ألا يعيدنا هذا إلى الإرث الثوري، ارث “الوحدة الميدانية” عندما انقسمت الساحة الفلسطينية بعد حرب 82 و”لعم” المشروع ريغن واقتتال فتح- فتح بما حرض شهية “البعض” لتدمير مخيمات بيروت… قتقدمت قيادات مخلصة، وعلى رأسها سلطان أبو العينين، لابتكار “الوحدة الميدانية” حماية للمخيم والدم الفلسطيني، وعلى امتداد عامين سجل هذا الخط مأثرة صمود في مواجهة حرب شرسة أشبه “بتطهير عرقي”.

انها “الوحدة الميدانية”. أليست فرقة الفنون ترجمة حية لها، وأليس مهرجان فلسطين الدولي كذلك؟ بالنأي عن التجاذبات السياسية وكل ما يعكر صفو العمل الجماعي لهدف جماعي… فذلك أحد أسرار نجاح الفرقة والمهرجان، فلماذا لا يبحث العقل القيادي الفلسطيني عن المشتركات والوحدة الميدانية فهناك الكثير منها…؟

ان شعبنا يمر في مرحلة جديدة، وفكر الأمس لم يعد كافٍ لفهمها والفعل فيها، ولا مهرب من فكر تجديدي وقيادات تجديدية، “فالتعاسة في السياسة هي عدم تمثل المتغيرات” لينين، بما هو شبيه بمقولة درويش “نتكلم بالفصحة ونفكر بالعامية” واستمرار التراشق والعمل بمعزل انما يقودان الى مزيد من التدهور.

******

مهرجان فلسطين الدولي 16 يبشر بالغد ويتجاوز السائد

الجزء الثاني

د. أحمد قطامش

ان مركز الفن الشعبي وفرقة الفنون الشعبية في عداد مبادرات أهلية ناجحة، مسيرتهما تدلل على مزاياهما، دون تهويل أو تهوين، بل وأجرؤ على القول أن تأثيرات فرقة الفنون تفوق تأثيرتها أية مناشطات ثقافية في الوطن وهما أسوة بمبادرات أهلية أخرى في عداد منصة انطلاق للإجابة عن سؤال الثقافة، الأقرب الى اطروحة التوسير (منفصلة عن السلطة واجهزتها الايديولوجية) بما يعدينا الى المتصوفة في بداياتهم وابوذر الغفاري الذي رفض اعلى المناصب “هذه رشوة” في رده على قطْعه ولاية العراق ومات ولم يترك من متاع الدنيا سوى (لباسه الذي يستر بدنه وجحشته). والثقافة تمارس دورها الحقيقي (بالانفصال عن كل السلطات) اللعبي، تفاديا لتحويلها الى “اداة ذلولة” الفرنسي شاليا، لأصحاب المال والنفوذ الذي يستأثرون بالاقتصاد فيتخيلون أن لهم الحق بالاستئثار بكل شيء…!! ورغم كل المال التطبيعي أدارتا الظهر للورق الأخضر.

من مهام الثقافة، بما فيها الفن، بعث الأمل ونبذ اليأسيه، تحفيز الشجاعة وطرد الخوف، واحترام الذات لإارهابها، ورفع الذائقة الشعبية، واعتماد الحوارية لا الأومارية وتحرير أجنحة الأعضاء لا تقييدها، وللفنون هنا باع طويل أثمر ابداعات وتصميمات وكادرات جديدة.

والذي يتابع مهرجان فلسطين الدولي 16 وعروض فرقة الفنون التي مضى على تأسيسها 36 عاما، يلاحظ دون كبير عناء ما تلهبح به السنة الجمهرة، عشرات وعشرا الالاف، من تفاؤل وفرح “شعبنا حي ووجدنا لنبقى”. وما كان ذلك ليكون لولا الطاقة الحيوية، والجمالية الساحرة، لعروض “الفنون” والفرق العربية والاجنبية. وليسى ثمة مبالغة بالقول ان الامسية الثانية التي احيتها فرقة الفنون في مهرجان فلسطين الدولي 16 هي رائعتها وذروتها. وذروة الذورة كانت اللوحة الاخيرة “صوب يا خوي على المدفع” فيما حازت اللوحات الاربع لجيل التأسيس (العمالقة) الذين جاءوا من عدة بلدان وقارات على ترحيب دافق من الجمهور… فالجمهور يريد الفرقة بكليتها… بدءاً بالثوب الفلاحي والدبكة والشبابة مروراً بحيفا بيروت” وصولا الى ما اصبحت عليه في صيرورتها الصاعدة…

لقد انعش المهرجان على امتداد اسبوع معنوية الناس وشحنهم بلحظات جميلة ووعد بالمزيد من الابداع والانجاز وهذا درس لأهل الثقافة، فلا يفرطوا في تسويد المشهد الفلسطيني، وكأن الوضعية الفلسطينية مريض مصاب بالسرطان الذي لا شفاء له. فاللوحة مركبة ويتصارع فيها الايجاب مع السلب، ومهمة الثقافة النقد وقراءة التناقضات وحركتها والامساك بالعناصر الايجابية القادرة على صنع مستقبل أفضل.”فالأيام الأجمل لم تأت بعد” ناظم حكمت “وإن تشاؤم العقل لا ينفي تفاؤل الادارة” غرامشي… فالفلسطيني لديه “عبقرية التاريخ” أيضاً. فهو لم يندثر ولم”يتحول لغبار الأرض” كما تمنت الخارجية الإسرائيلية بعد نكبة 48 والتطهير العرقي ويتفنن في الكدح وشق دروب لازاحة المصاعب… مثلما أنه لم يستسلم، ويواجه الموت بالقبض على مقومات الحياة.

وليالي المهرجان، وأمسيتيْ الفنون، كما أمسية أغاني الانتفاضة بما صاحبها من موسيقى وكلمات واصوات، انما انطلقت من خندق المواجهة… فالمهرجان مفعم بروح التحدي والتجديد و(التحرر من ربق الترسيمات والنماذج) مهدي عامل، كما أنه تجسيد لعملية تفاعلية تحترم الذات وشركاء العمل الجماعي، وكانت فرقة الفنون الشعبية التعبير الحي عن الهوية الوطنية والتعبير في تجاوز دائم لذاتها والانتقال لمستويات أعلى بما يتطلبه ذلك من جهد مثابر وانضباط وخيال فسيح وفضاءات واطلاق طاقات وتطامن نفسي… بخلاف ما ينظنه “البعض” بأن “فرقة رقص” تعني ما يشاهده أو سمع عنه من رقص رخيص في أفلام هابطة.

فالمهرجان عمل إنتاجي وفرقة الفنون نبع لا ينضب من الجهد الجمعي المنتج دفعاً لاسقاطات العولمة الرأسمالية التي تغطس الشعوب في الاستهلاكية والانكفاء والتذرير “والصنمية البضاعية” ماركس التي حولت كل شيء لبضاعه… فالبديل جاء نموذجاً عملياً ملموساً.

ولا يفوتني الاشارة أن مجمل الثقافة الفلسطينية، ملتزمة بما هو وطني وديموقراطي ونهضوي…

صحيح أن المشروع السياسي مرتبك وغير واضح ويكسوه الكثير من الالتباس والضباب والفئوية، بما يتوالد عن ذلك من فراغ يساعد على تسرب ميول انغلاقية وعدمية ورده للوراء، غير أنه من الصحيح أيضاً، أن الوعي الاجتماعي العام والسيكللوجية الاجتماعية هما أقرب للايجاب، بل ومختلف ألوان واجناس الثقافة هي كذلك. ففلسطين تخلو من الصراع المذهبي (سني وشيعي) والصراع الطائفي (مسلم ومسيحي) ولا احتراب بين يساري ويمني ولا قبائلية مدججة بالسلاح، رغم اية اخلالات وثغرات ينبغي المتصدي لها بدأب ودون هواده أو مواربة…

ومنذ اتحاد الكتاب برئاسة الشهيد ماجد أبو شرار وكل التشكيلات الثقافية والفنية، كان المظهر الرئيس والحاسم للثقافة الفلسطينية التشبث بالحقوق ووحدة الشعب والمصير والانحياز للديموقراطية والتعددية…

والقفزة الثقافية الراهنة في حقل الاعلام والأكاديميا وتناسل الفرق الفنية وصعود اقلام أدبية وشعريه وبحثية وفكرية ومعاهد متخصصة، هي من الدينامية يتعذر معها اطفاء شعلتها.

وتاريخ فلسطين، هو تاريخ التعدد، منذ العهد الكنعاني، مروراً بتعاقب الديانات، عرقاً على العهد العربي الذي حفل بتمردات وثورات، وصولا الى زمن الثورة المعاصرة (غابة البنادق) وقانون الاضراب وما نص عليه القانون الاساسي…

والذي يشوه هذا الجوهر ليسى الثقافة بالدرجة الاولى بل التنازعات السياسية، اما الثقافة فهي في مجملها نقدية وتحررية ومع الانتماء العربي والتلاقح الثقافي الانساني “فالجبهة الثقافية” متناغمة مع القضايا الوطنية ولا تخترق الا لماما.

اما المأزق او الابعاد التي تستحق الذكر فهي:

  1. غياب مشروع ثقافي فلسطيني واضح المعالم. وهذا الغياب تجلى أكثر ما تجلى في “مرحلة”، أوسلو”، فالمثقفون الفلسطينيون ينشطون كمبادرات وقطاعات دون ان يوحدهم مشروع.
  2. غياب قامات كبيرة، كشموط وكنفاني ودرويش والقاسم وناجي العلي وعلوش وانيس صايغ واحسان عباس وطوقان ووو… فلم تتوافر الشروط الكفلية لملء فراغهم بعد، رغم حالات فردية هنا وهناك.
  3. عدم قدرة المثقف على تصحيح خلل السياسي سواء لعدم التجانس بينهما او لتهميش الثاني للأول، او لفقر السياسي الذي ينظر ان يكون مثقفا (جورج حبش). بما خلق ميل لدى الناس يفرط في توقعاته من المثقف، إذ مهما تعاظم دور الثقافي فلن يحل محل السياسي بسلطاته الواسعة.

ولكن لا خيار امام الثقافي الا ان ينقد اخلالات السياسي واخفاقاته ومستوى أدائه، وفي ذات الوقت ان يتخلى عن نرجسيته وكأنه “أبو المعرفة” وأن يرقى بإنتاجه ملتحماً بالمشروع الوطني حد النخاع، والرؤى الديموقراطية والتنموية وزرع الامال والاحلام دون توقف “هيمنة ثقافية فهيمنة سياسية” على هذا النحو هو منطق التاريخ، الذي وقف على رأسه في التجربة الفلسطينية حيث انتجت السياسة ثقافتها ومنظوراتها وليس العكس ارتباطا بوطأة العامل السياسي القهري (النكبة واحتلال 67) فنهضت الطلائع السياسية للرفض والمقاومة. وأن يتضافر المثقفون (فالفكر العربي السائد هو البرجوازي الكولونيالي التابع والمتصالح والتوفيقي مع الفكر التقليدي السلفي) مهدي عامل.

واللوحة الفلسطينية تتعقد اكثر فاكثر، 13 مليون نصفهم في الوطن التاريخي او اكثر بقليل، وطبقة وسطى واسعة نسبيا منبعها التعليم الجامعي واكثر من نصفها يلونها الفقر والبطالة، و200 ألف طالب وطالبة في جامعات الضفة وغزة واقتلاع جديد في سوريا، وحصار وافقار في غزة، وتطهير عرقي في 48، واحتلال يستبيح كل شيء في ال 67، وثلث الطبقة العاملة بلا عمل، ورياح متناقضة تعصف من الساحات العربية والعالم…

وهذا كله ارض خصيبة للابداع كما للفعل الحالم بغدٍ أفضل… (فمن المستحيل تدمير شعب استطاع ان ينجو بثقافته) سعد الله ونوس…

وتحية بلا حدود لمهرجان فلسطين وعناق حار لفرقة الفنون.

ShareTweetPin
أحمد قطامش

أحمد قطامش

اقرأ أيضًا

فرسان السينما الفلسطينية (جزء من كتاب)
ثقافة وفن

فرسان السينما الفلسطينية (جزء من كتاب)

اتجاه
11/30/2020
أزمة اللغات المحليّة
ثقافة وفن

أزمة اللغات المحليّة

اتجاه
12/04/2020
وهم اليوتوبيا الأوروبية
ثقافة وفن

وهم اليوتوبيا الأوروبية

نداء يوسف
02/12/2020
معرض مقبرة مأمن الله
ثقافة وفن

معرض مقبرة مأمن الله

هيئة التحرير
05/11/2020

عن اتجاه

منصّة سياسية وثقافية واجتماعية ونقدية. وهي مبادرة فلسطينيّة تطوعيّة مستقلّة لا تتبع أحدًا.

تُعنى اتجاه بفلسطين بشكلٍ خاصّ، ضمن موقعها من العالم والتاريخ وسياقها التحرّري من الاستعمار.

شروط الاستخدام

محتوى اتجاه مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط (hyperlink)، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.

الاشتراك بالنشرة البريدية

  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد

جميع الحقوق محفوظة - اتجاه 2020

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سياسة ومجتمع
  • ثقافة وفن
  • تلامذة
  • تدوينات
  • إصدارات الجريدة
  • دون تردد